الطب الشخصي والعلاج الجيني تحول جذري في الرعاية الصحية

كتبت دانة حبوب
في تحول جذري لعالم الطب، يُعيد الطب الشخصي والعلاج الجيني تعريف مفهوم الرعاية الصحية، حيث يُعتمد على الفهم العميق للتركيب الجيني لكل فرد لتقديم علاجات مُصممة خصيصًا له. هذا التوجه لا يُحدث ثورة في طرق العلاج فحسب، بل يُعيد الأمل للكثيرين ممن عجزت العلاجات التقليدية عن مساعدتهم.
الطب الشخصي: رعاية مُخصصة بناءً على الجينات
يعتمد الطب الشخصي على تحليل الجينات لتحديد العلاجات الأكثر فعالية لكل مريض. في عام 2025، أظهرت دراسة في إنجلترا أن نحو 90% من الأشخاص مستعدون للخضوع لاختبارات جينية للحصول على العلاج الأنسب لهم وتقليل مخاطر الآثار الجانبية.  
في الولايات المتحدة، أُجريت تجربة سريرية على طفل يُدعى “كي جي” (KJ) في مستشفى فيلادلفيا للأطفال، حيث تلقى علاجًا جينيًا مخصصًا باستخدام تقنية CRISPR لعلاج مرض نادر يُدعى نقص إنزيم CPS1. بعد العلاج، أظهر الطفل تحسنًا ملحوظًا، مما يُعدّ خطوة كبيرة نحو تطبيق العلاجات الجينية المخصصة. 
العلاج الجيني: أمل جديد في علاج الأمراض المستعصية
العلاج الجيني يُمثل أملًا جديدًا في علاج الأمراض الوراثية والمستعصية. في حالة نادرة، أُجريت عملية زراعة خلايا مُعدّلة وراثيًا لمريض مصاب بداء السكري من النوع الأول، حيث تم تعديل خلايا البنكرياس باستخدام تقنية CRISPR لتجنب هجوم جهاز المناعة، مما سمح للمريض بإنتاج الأنسولين بشكل طبيعي دون الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة. 
في مجال السرطان، أظهرت العلاجات الجينية المخصصة نتائج واعدة في علاج أورام صعبة مثل الورم الأرومي الدبقي (نوع من سرطان الدماغ) وسرطانات الدم المتقدمة، مما يُعزز الأمل في استخدام هذه العلاجات كخيار علاجي فعال.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم التقدم الكبير، تواجه العلاجات الجينية تحديات تتعلق بالتكلفة، الوصول إلى العلاج، والآثار الجانبية المحتملة. ومع ذلك، يُتوقع أن تُحدث هذه العلاجات تحولًا في علاج الأمراض الوراثية والمستعصية، مما يُسهم في تحسين جودة الحياة للمرضى.
خاتمة
يُعدّ الطب الشخصي والعلاج الجيني من أبرز التطورات في مجال الرعاية الصحية، حيث يُقدمان حلولًا مخصصة وفعّالة للعديد من الأمراض. ومع استمرار الأبحاث والتطورات في هذا المجال، يُتوقع أن تُحدث هذه العلاجات تحولًا جذريًا في طرق العلاج التقليدية، مما يُعيد الأمل للكثيرين.