رئيس مجلس الإدارة عصام بداري رئيس التحريرمحمود العسيري

مقالات

الصوت الذي يصل اولا الاستجابة العامة للكوراث عبر تحليل وسائل التواصل

الاستجابة العامة للكوراث عبر تحليل وسائل التواصل
الاستجابة العامة للكوراث عبر تحليل وسائل التواصل

كتبت دانة حبوب

«الصوت الذي يصل أولًا»: الاستجابة العامة للكوارث عبر تحليل وسائل التواصل

المقدمة

في ساعة الكارثة، يظهر شريط الأخبار الاجتماعي قبل وصول الفرق.

منشورات الناس تُرسم عليها خرائط، تُصنف بخوارزميات، وتُحوَّل إلى أوامر عمل للاخلاء والإمداد.

هذا التحول جعل منصات التواصل جزءًا رسميًا من استجابة الكوارث.  

1) ماذا يفعل تحليل وسائل التواصل في الكارثة؟

• يجمع إبلاغات فورية عن أماكن الخطر، احتياجات الناس، وحوار الشارع. 

• يربط النصوص بالخرائط (crisis mapping) لإعطاء صورة مكانية سريعة عن الأضرار. مثال ناجح: خريطة هايتي 2010 التي أطلقت فكرة «الخرائط الجماعية».

• يحلل التعابير والعواطف لقياس مستوى الذعر والاحتياجات الصحية عبر تصنيف المحتوى آليًا. نماذج جديدة تحقق دقّة تصنيف مرتفعة وتعرض النتائج على خرائط تفاعلية للمستجيبين. 

2) أمثلة واقعية مؤثرة وسريعة النتائج

• عمليات إغاثة اعتمدت خرائط من تغريدات ومشاركات لتحديد طرق وصول المساعدات ومواقع المراكز الطبية خلال زلازل وحرائق. نتائج تلك العمليات أظهرت قدرة على سد ثغرات بيانات رسمية.

• تحليل محتوى تيك توك وتويتر بعد حرائق أو زلازل قدّم مؤشرات سريعة عن أماكن انقطاع المياه والاحتياجات النفسية، ما ساعد منظمات على توجيه فرق تدخل مبكرة. دراسات حديثة على أحداث مثل حرائق ماوي تؤكد قدرة المنصات على كشف أنماط الاهتمام والقلق الاجتماعي.  

3) كيف يعمل هذا التحليل تقنيًا؟

• جمع البيانات: واجهات برمجة التطبيقات (APIs) أو قواعد بيانات أرشيفية.

• تنظيف النص: فلترة الرسائل غير المتعلقة.

• تصنيف آلي: نماذج معالجة لغة طبيعية تفصل طلبات إنعاش عن تعليقات عامة.

• ربط جغرافي: تحويل المنشورات ذات إحداثيات أو دلائل مكانية إلى نقاط على خريطة.

• واجهة اتخاذ قرار: لوحة عرض للمستجيبين تعطِي أولويات حسب الكثافة والموضوع.  

4) المكاسب الواضحة

• سرعة أعلى في كشف بؤر الأزمة. 

• تعبئة مجتمعية مباشرة. الناس يبلّغون عن أماكن الحاجة ويفسحون المجال لعمليات تضامن محلية. 

• قدرة على متابعة أثر التدخل وتحسين المسارات اللوجستية يومًا بيوم. 

5) القيود والمخاطر التي لا تحتمل التجاهل

1. ضوضاء وانحراف (noise): كمية المنشورات الهائلة تُخفي الإشارات الحقيقية. يحتاج التحليل آليات فلترة دقيقة. 

2. معلومات مضللة متعمدة أو عفوية: الشائعات تضيع الوقت وتوجّه الموارد خطأ. دراسات حديثة تربط التضليل بضرر فعلي في المشروعات الإغاثية.  

3. تعطّل المنصات أو تغيّر سياساتها: تغيّرات في محتوى التحقق والقيود التقنية على المنصات تضعف الاعتماد طويل الأمد (حالات أظهرت تأثير تغييرات moderation على فعالية التواصل). 

4. الخصوصية والأمن: نشر مواقع ضحايا أو بيانات حساسة يعرضهم للخطر. هناك حاجة لقواعد واضحة لنشر البيانات واستخدامها. 

5. تحيّز البيانات: الفئات الأكثر تواصلاً تظهر أكثر. أما المناطق المهمشة أو ضعيفة الاتصال فقد تختفي من الخريطة. 

6) أمثلة على أضرار التوثيق السريع

• حملات مضللة وصلت إلى تهديدات مباشرة لعاملين في الإغاثة ومؤسسات مثل FEMA. حالات عن تحريض وعنف على موظفين بعد انتشار معلومات كاذبة. هذا يعطّل مسارات الاستجابة.  

7) توصيات عملية لمنظمات الطوارئ والصحافة والسلطات

• اعتماد بروتوكول تحقق سريع: خطوات محددة للتحقق الميداني قبل تحويل الإشارة إلى أمر لوجستي. استخدموا قوائم فحص جاهزة. 

• دمج مصادر رسمية مع بيانات المجتمع: لا تعتمدوا على منشورات وحدها. راجعوها مع بيانات الأقمار الصناعية والاتصالات الرسمية.

• آليات لمكافحة المعلومات المضللة: فرق مختصة لمراقبة الشائعات والرد الرسمي السريع. 

• حماية الخصوصية: قواعد لنشر إحداثيات وبيانات الضحايا. الموافقة المسبقة إن أمكن. 

• بناء قدرات محلية: تدريب فرق أنظمة المعلومات الطارئة على أدوات NLP والخرائط الجماعية. 

8) الخاتمة

وسائل التواصل قادرة على إنقاذ الأرواح إذا نُظِّمت.

تحليل المحتوى الاجتماعي يعطي سرعة وعمقًا معلوماتيًا.

لكن الفخاخ كبيرة: خطأ واحد، شائعة واحدة، أو منصة واحدة معطلة تفقد الفرق ثقة ووقتًا ثمينًا.

الصحة