الانتخابات واخلاق المنافسة

ونحن علي أعتاب معركة
إنتخابية- من المتوقع لها أن تكون حامية الوطيس ـ لأختيار ممثلي الشعب بالبرلمان المصري بغرفتيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ والتي بدأ يلوح في الأفق غبار خيولها وصليل سيوفها فأننا نلفت نظر السادة المرشحين المحتملين وأنصارهم أن الأنتخابات والتي تعتبر أساس الحياة الديمقراطية هي منافسة شريفة لا تتوقف قيمتها علي اختيار الناخب لممثليه بل علي ثقته في هذه الانتخابات ونزاهتها الأجرائية والأخلاقية ايضا.
فكلما كانت هذه المنافسة تقوم علي احترام قواعد الأخلاق كما تحترم قواعد القانون.وتتمثل قواعدها الأخلاقية في تقديم المرشح نفسه ورؤيته وبرنامجه مخاطبا عقل الناخب ووجدانه بعيدا عن استخدام الأساليب الملتوية وتشويه المتنافسين أو اللجوء إلي الأشاعات.
فعندما يتحول التنافس في الأنتخابات الي ساحة لتصفية الحسابات الشخصية يفقد الناخب ثقته بالعملية الانتخابية برمتها والمقلق أن بعض المرشحين يلجؤون الي النيل من الحياة الشخصية لخصومهم أو مهاجمتهم علي اساس خلفياتهم الاجتماعية أو إختيارتهم الخاصة في محاولة لتحطيمهم لا لكسب الرأي العام من خلال طرح رؤية وحلول وبرامج انتخابية تميزهم .
أن نقد المنافس يجب أن يتركز علي أدائه السياسي وبرنامجه الأنتخابي لا حياته الشخصية فالأمور الشخصية يجب أن تبقي بمنأي عن الحملات الدعائية .
ففي الديمقراطيات العريقة يعد الخوض في الحياة الشخصية للمنافس خطا أحمر يعاقب عليه سياسيا.والدولة المصرية عريقة في المجالس النيابية وتقاليدها حيث يرجع تاريخ اول مجلس نيابي في مصر إلي عام ١٨٦٦ وهو مجلس شوري النواب.
إن المنافسة الشريفة ليست فقط مسئولية قانونية بل مسئولية أخلاقية ووطنية تصدر للعالم صورة عن عراقة وتحضر ورقي هذا البلد واحترامه للأخر وتعدد الأراء
. إن حماية الحياة الشخصية للمرشحين والبعد عن الشخصنة هو مايرتفع بمستوي العملية الأنتخابية ويرتقي بوعي وفهم الناخب والمرشح معا ويخلق قدوة لشبابنا هم أحوج ما يكونوا لها في هذا العصر المنفتح علي الشرور أكثر من الأخلاق.