ورشة توعية لسيدات مركز أبنوب ضمن حملة ” مناخ مستدام ” تنظمها مؤسسة الدكتور أحمد جمعة بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير الأيدي العارية ...في غزة يصنع المجد ورشتى عمل ” المناصرة وكسب التأييد لمناهضة العنف ضد المرأة ” بمشاركة ١٠٠ سيدة بأسيوط محافظ أسيوط يعتمد نتيجة امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 78.89% للعامة و76.80% للمهنية جولة ميدانية للشباب ضمن حملة ” مناخ مستدام ” تنظمها مؤسسة الدكتور أحمد جمعة بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير امانة الفتح لحزب حماة الوطن تنظم قافلة طبية بقرية عرب مطير تباين آراء طلاب الثانوية باسيوط حول امتحان اللغة العربية بين الصعب والسهل محافظ أسيوط يفتتح المعرض الفني ”قضايا” لأعمال الأشغال الفنية لتدوير المخلفات البيئية بقاعة قصر الثقافة بدء أعمال تطوير مركز العلاج الطبيعي التابع لمؤسسة الدكتور أحمد جمعة محافظ أسيوط يكرم الطالبة ”أنجلينا عماد” ويمنحها درع المسئولية المجتمعية تقديرًا لوعيها البيئي والمجتمعي الدكتور المنشاوي يتسلّم رسالة ماجستير للباحث محمود عجمي حول التربية الإعلامية ويشيد بأهمية الموضوع في ظل تحديات الإعلام الرقمي الدكتورة أسماء عبدالرحمن رئيساً للجنة التراث بمؤسسة الإعلام والتحول الرقمي
رئيس مجلس الإدارة عصام بداري رئيس التحريرمحمود العسيري

مقالات

إنما الأمم الأخلاق


كالعادة هبت علينا رياح مواقع التواصل الأجتماعي في الأيام الماضية بعاصفة هوجاء جديدة ترصد وتعمق مدي التردي الأخلاقي الذي وصل إليه الحال بالمجتمع المصري .
ولسنا هنا بصدد الحديث عن تلك الحادثة فأنها حلقة من مسلسل متعدد من أفعال عدة تمس أسس وثوابت الأخلاق في المجتمع المصري مع تأكيد رفضنا القاطع لتلك الحادثة . لكن تكرر الجرائم والأفعال من قتل في وضح النهار وذبح علي الطرقات وتحرش بالأطفال وأفعال فاضحة لكسب المال علي مواقع التواصل - وكأن مجتمعنا أصبح يعج بالمنحرفين والمرضي والمجرمين لكننا بصدد توضيح ولو بسيط عن أسباب هذا التردي الأخلاقي الغير مسبوق ومن المسئول عن مواجهته.
إن التردي الأخلاقي هو تراجع للقيم والمثل العليا في المجتمع وهو يحدث عندما يفقد الناس وازعهم الديني والأخلاقي والرقابي فيؤدي الي إنحراف السلوك ودنائة الأفعال وتعارضها مع قواعد الأخلاق والدين .
وللتردي الأخلاقي أسباب عديدة ومتداخلة فهو نتيجة طبيعية لضعف التربية الأسرية و النزاعات الأسرية والتأثير السلبي لوسائل الأعلام وغياب القدوة وتراجع دور المؤسسات الدينية وقبل كل ذلك الفقر وارتفاع نسب البطالة في المجتمع.
ومن تعدد هذه الأسباب وتداخلها يصبح من الجلي عدم قدرة مؤسسة أو جهة وحيدة مواجهة هذا التردي الأخلاقي بل إنه يتطلب جهدا من كافة كافة مؤسسات المجتمع فلا سبيل لدحره إلا بالعمل الجمعي بين الأفراد والدولة ومكونات المجتمع ككل.
والأسرة هي الأساس في تشكيل الهوية الأخلاقيةللأبناء من خلال التربية الصحيحة والقدوة الجيدة للأباء والأمهات والبعد عن النزاعات الأسرية وعدم الترابط.
ثم يأتي دور المؤسسات التعليمية مدارس وجامعات فهي ليست مكان لنقل المعلومة بل لتشكيل شخصية الفرد وتعزيز قيمه الأخلاقية ويتأتي ذلك من خلال مناهج تربوية مدروسة ومعلمين مؤهلين ليكونوا قدوة أخلاقية قبل أن يكونوا ناقلي علم ..أما المؤسسات الدينية فأن الخطاب الديني المعتدل وترسيخ القيم الروحية ومحاربة الأراء الشاذة وتفعيل رقابة الضمير الفردي هي حوائط صد منيعة ضد التردي الأخلاقي.
ولا نذيع سرا حين نقول أن الأعلام المرئي والمسموع وخاصة الدراما هي أحد أهم الأسباب في حالة التردي الأخلاقي حيث أصبحت وخاصة في الفترة الأخيرة تروج لأفكار منحرفة وصلت في كثير من الأحيان لجعل التردي الخلقي أسلوب حياة وروجت للقدوة السيئة أو الي التعاطف معها وهو الأمر الذي تنبه له العديد من المسئولين وجعل فخامة الرئيس بنفسه يوجه اللوم لهذه الأعمال ويطالب بوضع ضوابط ومراجعات للجديد منها . وحدث ولا حرج عن برامج التوك شو وبرامج الفضائح والتي تتطلب ميثاق شرف مهني وان يعاد النظر في شخصيات مقدميها ومهنيتهم وأغراضهم وإستبعاد من لا يصلح منهم
ويتأتي الدور الأكبر علي الدولة بسلطاتها الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية .. فيجب علي المشرع سن القوانين التي تقف في وجه هذا التردي وتغليظ العقوبات لما هو موجود من قوانين وان تكفل السلطة القضائية سرعة الفصل والحكم في تلك الحوادث... وأن تعمل الحكومة جاهدة علي ضبط كل متهاون بثوابت وأسس اخلاقيات المجتمع ومبادئه.. والعمل علي خفض معدل البطالة وتوفير برامج ومظلات لمكافحة الفقر والأحتياج.
نحن لا نعيش في المدينة الفاضلة أو في جنة النعيم بلا خطأ أو خطيئة ولكننا لن نقبل أن نكون شياطينا تخطو علي هذه الأرض الطاهرة التي إحتضنت كل الأديان وتأثرت بها وأثرت فيها فكانت لحسن خلق أهلها وتدينهم ملجأ وملاذ أمن للجميع وبأذن الله ستبقي وصدق أمير الشعراء حين قال:
إنما الأمم الأخلاق مابقيت
فأن همو أخلاقهم ذهبت ذهبوا .

الصحة